الكاتب: متين هولاكو
ليس خط حديد الحجاز إلا واحدا من الإنجازات العملاقة التي حققها السلطان عبد الحميد الثاني في مستهل القرن العشرين. لقد حلم المسلمون في العالم عامة وفي أراضي الحجاز خاصة، باليوم الذي سيكتمل فيه هذا المشروع الجبار، كونه سيوفر للحجاج وسيلة حديثة تؤمن لهم رحلة آمنة مريحة وسريعة، بالإضافة إلى إسهامه في إطلاق نهضة تجارية واقتصادية وعمرانية في مدن الحجاز كافة. ورغم بعد المسافة بين دمشق والمدينة المنورة، ورغم كثرة الجسور والأنفاق المخطط لها ورغم الظروف القاسية، فقد اكتمل المشروع بسرعة قياسية، بفضل التدابير الموفقة التي اتخذها السلطان عبد الحميد الثاني، والجهود الكبيرة التي بذلها المهندسون والعمال الصادقون سعيا لكسب مرضاة الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم . ولم تنحصر خدمة الخط الحجازي في تسهيل رحلة الحج فحسب، بل ساعدت على تقليص الهوة بين المسلمين وبعث حلم الوحدة الإسلامية من جديد، في وقت كانت الدول الأوروبية الكبرى تخطط فيه لكسر شوكة الأمة وتفتيت شملها. إنه مشروع القرن العشرين .. إنه حلم الأمة .. فأي أفق بعيد ورؤية ثاقبة كان يتمتع بها ذلك السلطان العظيم ؟ ! فدعوات الرحمة والوفاء العرفان إلى أولئك الأبطال الذين اقتطعوا من أقواتهم ومدخراتهم، وبذلوا النفس والنفيس بكل تجرد وإخلاص من أجل أن يظهر هذا المشروع إلى الوجود.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى