الكاتب: إعداد و ترجمة: محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي
الحداثة في حاجة إلى النقد كضرورة حيوية لا غنى عنها وسواء كان هذا النقد داخليا أو خارجيا، ميتافيزيقيا أو أخلاقيا، فإنه له يكون أمراً غريباً، فالنقد هو طقس حياة الحداثة وطقس تعبدها وتقواها وشكل التفكير الأكبر تلاؤمًا مع الحداثة، وكأن الحداثة، وهي تستحث النقد، نفترض أنه لن يحرك منها شيئاً وأن سيرورتها الموضوعية الراسخة إنما تعبر عن إصرار وعن ثقة كبيرة في الذات، وإذا ركزنا أكثر على الوجه الفكري والفلسفي للحداثة المتمثل في تكوين التصور الحداثي المختلف نوعيا عبر التصور التقليدي- للعالم والإنسان والكون والمجتمع والتاريخ والمعرفة، والقائم على أساس الذاتية الإنسانية و الحرية و العقل، فإننا قمنا بعد ذلك بتوسيع دائرة الإهتمام لتشمل الحداثة الواقعية ودينامياتها الفعلية المختلة في الصراع بين أشكال التنظيم الاجتماعي التقليدية وأشكال التنظيم الإجتماعي الحديث، وفي الصراع حول نمطين علوي وتحتي من السلطة، ودينامية الصراع بين سلط التقليد الظاهرة وبشائر انبثاق الفرد الحديث الحر المسؤول، ومظاهر الصراع بين العقلنة الغائبة والعقلنة الأداثية إضافة إلى الديناميات الأخرى الإدارية والإقتصادية والعلمية، آملين أن تكون هذه الباقة من النصوص قد غطت معظم أركان الحداثة من منظور غربي.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى