الحارة في السينما المصرية (1939-2001)

الحارة في السينما المصرية (1939-2001)

الكاتب: مي التلمساني

الفنان لا يصور المكان، إنما يخلقه وينتجه.. مقولة شهيرة لبول كلي ينطلق منها كتاب "الحارة في السينما المصرية.. 1939 2001"، وهو من تأليف الروائية مي التلمساني، وصدر مؤخرا بترجمة رانيا فتحي ومراجعة مي التلمساني نفسها، عن المركز القومي للترجمة. يتناول الكتاب مفاهيم الخلق والإنتاج والتكوين المرتبطة بتشكيل الخطاب الاجتماعي والسينمائي عن الحارة في السينما المصرية. وينطلق مفهوم الخلق بفكرة العمل المتفرد، أما الإنتاج فيحيل إلى صورة المنتج المتكرر أو "الوصفة" القابلة للتطبيق مرات ومرات. ما بين مفهومي "الخلق" و"الإنتاج"، تتسع المسافة بين "فن" السينما، وبين صناعة السينما.. يبدو في هذا الإطار التمثل السينمائي للحارة وكأنه نتاج عملية تفاعل بين فعلين متزامنين: فعل إبداعي يقوم على خلق المكان بوصفه بؤرة رمزية أسطورية ذات خصوصية، وفعل إنتاجي يقوم على تصوير المكان بوصفه وحدة فيزيقية وهندسية تشكلها خطوط ورسوم مهندس الديكور وتخضع لقواعد حرفية أولا، ثم لتوظيف إيديولوجي ثانيا يقوم بصياغته كاتب السيناريو والمخرج. هكذا، تغدو الحارة - بوصفها مكانا سينمائيا- مسرحا لأشكال عدة من السجال الاجتماعي والفني التي تمتد من التأصيل الإيديولوجي لفكرة التجانس الشديد بين وحدات المكان (المدينة مثلا) حتى تفكيك الأساطير المؤسسة للوحدة الجماعية (كما تتجلى في الفكر القومي).. ومن تثبيت بعض المفاهيم الجمالية الكلاسيكية كالشفاهية وقابلية التصديق حتى المساءلة الحداثية للأعراف الفنية المستقرة.



لا تنسى تحميل تطبيقاتنا

  • - تحميل الكتب إلي هاتفك وقرائتها دون الحاجة إلي الإنترنت
  • - تصفح وقراءة الكتب والروايات أون لاين
  • - متعة الإحساس بقراءة الكتب الورقية
  • - التطبيق مقدم مجاني من مكتبة الكتب

اقرأ أيضا