الكاتب: د. سامح القلينى

هذا الكتاب هو كتاب ماتع نعيش فيه الكثير من التأملات في أغوار كتابنا المحكم العزيز، ونقف أمام رسم الكلمات وكيف رسمت على أشكالها المختلفة، رغم القراءة الواحدة، وما دلالاتها، وما سر الإختلافات البسيطة، مثلا " شجرة، شجرت "، و " سبحان، سبحن"، والكثير من الأمثلة التي نراها في هذا البحث. ويبدأ المؤلف الكتاب بمحاولة التعرف على آراء العلماء القدامى وعلى رأسهم الإمام المراكشي والزركشي والداني والسيوطي وغيرهم من الذين خصصوا أبوابًا عن رسم المصحف وتناولوه بصورة مباشرة، وقد لخص لنا المؤلف آرائهم وأقوالهم وعلق عليها سواء بالموافقة أو الإعتراض أو النقص أو الزيادة، وقد قام المؤلف بالعرض والتهذيب بطريقة بلاغية ماتعة. كما يحاول المؤلف في البحث استصحاب آراء أعلام البلاغة وفرسان اللغة من القدامى وعلى رأسهم أئمة التفاسير وخاصة التفاسير البلاغية، وغير القدامى أيضًا من العلماء الأفاضل مثل فاضل السامرائي، وهو غني عن البيان، كما لم يغفل المؤلف عن عرض ومناقشة الطرف الآخر وقد كان دكتور قدوري ممثلًا لهذا الإتجاه وهو أكثر من تناول هذا الاتجاه في دراسة مطولة ونشر فيه بحثًا كبيرًا وسماه رسم المصحف، دراسة تاريخية، وناقش مؤلفنا هذا الكتاب ووضح ما فيه.