الكاتب: مارت والن
يَستعرِض “مارتن والن” في فصول كتابه كيف ارتبط الثعلب تاريخيًّا بصفات الحُنْكة والذكاء مع كثير من الخِداع والمكر؛ والذي صبَغ “الطابَع العام” للثعلب بمدلول “الشر” في التراث الثقافي لكثير من الشعوب، التي شكَّلَ الثعلبُ عنصرًا مؤثِّرًا في أساطيرها وحكاياتها “الفلكلورية” الشعبية، ويبحث هذا الكتاب في طبيعة الثعلب الخاصة، والتي جعلته مخلوقًا بغيضًا لكثير من المخلوقات الأخرى، وعلى رأسها الإنسان؛ حيث يرى الكاتب أن كلَّ هذه التسميات والتصنيفات الذامَّة للثعلب تعود “إلى مَيل الثعلب للإخلال بالنظام السائد، ورفْضه الانصياع إلى تعريفنا المنهجي للطبيعة، وتعود أيضًا إلى تقليد قديم ينظر إلى الثعلب ككائن خبيث وشرير. قد يبدو الثعلب سهلَ الدراسة والبحث كأي حيوان آخر، لكنه يشتهر بظهوره في أمكنة غير متوقَّعة، أو بوجوده حيث لا يجب أن يكون، وبتغييره للسلوك والعلامات التي تُميِّزه للتكيف مع المواقف المختلفة واستغلالها، وعلى الرغم من شيوع وجوده في جميع أنحاء الأرض، ما زال ما نعرفه عن الثعلب بعيدًا عن اليقين العلمي، وما محاولات علماء الطبيعة المتكررة لكبْح جِماح هذا الحيوان وفَهْمه إلا دَلالة على هَوَسهم وميلهم لمحاولة تعريف ماهية الطبيعة نفسها، التي تُشابِه الثعلب في غموضها وقُدرتها على التملص، وفي جوهر محاولتنا لفَهْم الطرق التي استخدمها علماء الطبيعة لتعريف الثعلب وتصنيفه قد نرى المبادئ الرئيسة التي تَمَّ تعريف الطبيعة على أساسها…”؛
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى