الكاتب:
ذكر أرسطو في أوّل مقالة الجيم ممّا بعد الطبيعة بأنّه يوجد علم موضوعه الوجود وهو الفلسفة الأولى. وهذا التّعريف شأنه أنّه يحتمل تأويلين ظاهرين وهما :إمّا أنّه يُرَادُ بالوجود من حيث هو موجود والمبدأ الأوّل، والمحرّك اّلذي لا يتحرّك في رأي أرسطو، فيحدث موضوع الفلسفة الأولى لا يخرج عن أن يكون موضوعا جزئيّا مخصوصا كسائر العلوم الأخرى، وإن كان موضوعها هو أكمل من مواضيعها كّلها وإمّا أن يُرَادَ به عموم الوجود اّلذي هو سَارٍ في الأشياء كّلها، وهذه الأشياء إذا نُظِرَ إليها فيما يخصّها كانت مواضيع علوم جزئيّة تختصّ باختصاصها، وإذا نُظِرَ إليها فيما يعمّها كّلها، كان ما يعمّها هو هذا الموضوع الأوّل لعلم الوجود بما هو موجود، لأنّه علم لا يفحص في مَوْجُودٍ مَوْجُودٍ من جهة ما هو هو، و في ما يعرض له من خواصّ تلزمه بما هو هو، وإنّما ينظر في الموجود من جهة ما هو موجود، أي أنّه إنّما نظره في وجود الشّيء، لا في الشّيء الموجود. وهذا الطريق الّثاني في تأويل ما سبق من تعريف أرسطو للفلسفة الأولى هو ممّا كان قد ذهب إليه الشّيخ الرّئيس ابن سينا.
تحميل كتاب التّفرقة بين الماهية والوجود في فلسفة ابن سينا ، تحميل كتب ، تحميل كتب PDF ، تحميل كتب فلسفة ومنطق PDF ، تحميل روايات PDF ، أحسن موقع تحميل كتب PDF ، أفضل مواقع تحميل كتب مجانية
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى