الكاتب: الجاحظ

هذا الكتاب نفيس، من نوادر رسائل الجاحظ أودع فيه كما قال في مقدمته: (أوصاف ما يستظرف في البلدان من الأمتعة الرفيعة، والأعلاق النفيسة، والجواهر الثمينة المرتفعة القيمة، ليكون ذلك مادة لمن حنكته التجارب..إلخ) وافتتحه بفصول في صفات المعادن والجواهر، وتسمية نفائس كل معدن وجوهر، وطرق معرفة الزائف منها وأتبع ذلك بفصل في معرفة العطور والروائح الطيبة ولم يتمكن محقق الكتاب من قراءة آخر صفحة من هذا الفصل، سوى ما هو مكتوب بالأحمر منها، وهو (باب معرفة الثياب وما يستجاد منها) وتقع هذه الصفحة بعد قوله (و زعموا أن خير العنبر الأشهب الزابحي، ثم الأزرق ثم الأصفر، وأدونُه الأ...) واشتمل فصل الثياب هذا على معلومات مهمة حول ما يستجاد من جلود السنجاب والثعالب و (القاقم) والسمور والفرش المرعزي، والبزيون، وأبو قلمون وجلود النمور ومنابت القرمز في العالم، وهو شيء استاثر بعلمه اليهود ثم عقد فصلاً حكى فيه ما يجلب من كل بلد من طرائف السلع والأمتعة ومما ذكره فيه مما يجلب من الروم: (... ومهندسو الماء، وعلماء الحراثة، والأكارة وبناء الرخام، والخصيان) ومن اليمن (البرود والأدم والزرافات والجواميس والعقيق والكندر..) ومن مصر (..دهن البلسان والزبرجد الفائق) ومن الخزر (العبيد والإماء والدروع..) ومن خوارزم (المسك والقاقم ..) ومن بلخ (العنب الطيب) ومن جرجان (العناب والتدرّج وحب الرمان الجيد..) ومن الري (الخوخ والزئبق واليرمق..) ومن أصفهان (الشهد والعسل والسفرجل والكمثرى والتفاح..) ومن فارس (ماء الورد ودهن النيلوفر) ومن فسا (الفستق وأصناف الفواكه) ومن عمان وسواحل البحر (اللؤلؤ) ومن الأهواز (السكر والديباج..وأنواع التمر والدبس..) ومن السوس (الأترج ودهن البنفسج..) ومن الموصل (...والدراج السماني) ومن حلوان (الرمان والتين والكامخ) وأتبع ذلك بباب فيما يختار من الشواهين والصقور، وما يستحب منها وختم الكتاب بكليات في محاسن كل شيء، ودور الحواس الخمس في الحكم عليها طبع الكتاب لأول مرة في القاهرة سنة (1350هـ 1931م) بعناية العلامة حسن حسني عبد الوهاب، معتمداً نسخته الفريدة في العالم، وهي التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية بتونس، نقلت إليها من مكتبة سوق العطارين. وتاريخ نسخها سنة (873هـ) وألحق به قطعة من كتاب (البلدان) للفقيه الهمذاني (وهو قريب من عصر الجاحظ) تتضمن ما خص الله تعالى كل بلدة بشيء من الأمتعة دون غيرها .