الكاتب:

إن أغلبية المؤرخين يروا أن محور التاريخ الحديث هو التاريخ الأوربى، ولا شك أن الحضارة الأوربية الحديثة هى التى امتدت فيما وراء البحار إلى العالمين: الجديد والقديم ابتداء من عصر النهضة، ولذلك كان عصر النهضة هو فاتحة هذا الكتاب لتليه التطورات الكبرى التي أحدثت تغييراً جديداً على مختلف المستويات العالمية، ونعني بذلك الثورة الأمريكية والثورة الصناعية والثورة الفرنسية، وما صاحبها من حركة دستورية والدفاع عن حقوق الإنسان وحق كل شعب في أن يحكم نفسه بنفسه، فكانت هذه هى سمات أوربا خلال القرنين: التاسع عشر والعشرين، وبالفعل تحركت الشعوب الأوربية الواقعة تحت السيطرة الأجنبية من أجل الحرية والدستورية، والكتاب هو محاولة لوضع هذه الحقبة الطويلة من القرن السادس عشر إلى القرن العشرين في صورة تاريخية واضحة .