الكاتب:
لقد بدأ المسرح في العالم وفق الشكل المسرحي الإغریقي بتصویر الكتاب في المسرح الیوناني القدیم ومن بعدهم الرومان في تصویر علاقة الإنسان بالكون أي بالموجودات سعیا وراء إیجاد توازن بینهما وبین ما انتهى إلیه الفكر الإبداعي المسرحي هو تصویر كتاب العبث لعلاقة الإنسان بالكون أي الموجودات أیضا ولكن الموجودات هنا من صنع الإنسان نفسه في حین أن الموجودات الكونیة موضع صراع الإنسان في المسرح القدیم كانت من صنع الغیب والإنسان في حالة صراعه مع الوجود المصنوع باختراع الإنسان نفسه وبصنع عقله ویدیه مقهور ونهایته مأساویة فنجد بأن مسرح العبث هذه الحركة التي ظهرت في الخمسینات من هذا القرن بعد الحرب العالمیة الثانیة التي ثارت على كل ما هو مألوف في الحیاة وكانت تنادي بأن كل شيء في هذه الحیاة عبث ولیس له قیمة أو أهمیة وأن الإنسان یعیش في ركام من الفوضى في حین أنه في عزلة تامة عمن حوله بل في غربة حتى عن نفسه فالإنسان یعیش في عالم غیر حقیقي وممل للغایة هذه الحركة التي یتساءل أصحابها إذا كان للوجود حقا معنى یمكن إدراكه قد سمیت هذه الحركة بمسرح العبث أو اللامعقول أو اللامعنى أي بمعنى أن الوجود محاید حیادا تاما في نظر العبثیین والحقائق والأحداث لا معنى لها إلا في نظر الإنسان أي أنه هو الذي یطلق علیها المعاني من عنده.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى