الكاتب: د. نادية ياسين عبد
مثلت ‘‘جمعیة الاتحاد والترقي’’ القوة الرئیسة التي حكمت الدولة العثمانیة لنحو عقد من الزمان، امتد من العام 1908 إلى العام 1918، التي وضعت أسسا، بل رفعت أعمدة المرحلة التي تلته. فكان مؤسسو دولة تركیا الحديثة، بضمنھم الرؤساء الثلاثة الأوائل للجمھورية التركیة، الذين تزعموا الحكومة التركیة منذ العام 1923 إلى العام 1960، أعضاء سابقین في جمعیة الاتحاد والترقي. الأھم من ھذا إن الفكر السیاسي الحديث، لا لتركیا فقط وإنما لكل المنطقة الخاضعة للدولة العثمانیة، ُحددت ملامحه خلال المرحلة 1908-1889، واضطلع الاتحاديون بدور كبیر في تلك العملیة. كما كان لثورتھم دور متمیز في إعادة تنظیم الشرق الأوسط والبلقان، وتعريف المنطقة بقیم وأفكار جديدة شكلا ومضمونا. كل ذلك وغیره يعطي أھمیة كبیرة لدراسة خلفیة الاتحاديین ومنھجھم الفكري والسیاسي، ويجعل منھا أمرا ضروريا لأي محاولة لفھم التغیرات والتطورات التي حصلت في السنین الأخیرة من عمر الدولة العثمانیة، والسنین الأولى للجمھورية التركیة.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى