الكاتب: ابن دريد
كان الأميون من العرب الذين نسخ الله عز وجل بدينه الذي اختصم به النحل، وختم بملكهم الدنيا إلى انقضاء الأجل، وهداهم لأفضل الملل، في جاهليتهم الجهلاء، وضلالتهم العمياء، لهم مذاهب في أسماء أبنائهم وعبيدهم وأتلادهم، فإستشنع قوم إما جهلاً وإما تجاهلاً، وتسميتهم كلباً وكُليباً وأكُلب، وخنزيراً وقرداً، وما أشبه ذلك مما لم يستقص ذكره، فطعنوا من حيث لا يجب الطعن، وعابوا من حيث لايستبط عيب، فشرحنا في كتابنا هذا أسماء القبائل والعمائر، وأفخاذها وبطونها، وتجاوزنا ذلك إلى أسماء سادا وثُنيانِها وشعرائها وفرسانها، وجراري الجيوش من رؤسائهم، ومن ارتضت بحكمه فيما شجر بينها، وانقادت لأمره في تدبير حروبها، ومكايدة أعدائها؛ فقال الكاتب: كان الذي حدانا على إنشاء هذا الكتاب، أن قوماً ممن يطعن على اللسان العربي وينسب أهله إلى التسمية بما لا أصل له في لغتهم، و إلى ادعاء ما لم يقع عليه اصطلاح من أوليتهم، وعدوا أسماء جهلوا اشتقاقها ولم ينقذ علمهم في الفحص عنها، فعارضوا بالإنكار واحتجوا بما ذكره الخليل بزعمهم: أنه سألَ أبا الدقيش: ما الدقيش؟ فقال: لا أدري إنما هي أسماء نسمعها ولا نعرف معانيها وهذا غلط على الخليل، وادعاء على أبي الدقيش، وكيف يغبى على أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد نصر االله وجهه مثل هذا وقد سمع العرب سمت: دقْشاً ودقَيشا ودنقْشا، فجاءوا به مكبراَ ومحقراً، ومعدولاً من بنات الثلاثة إلى بنات الأربعة بالنون الزائدة، والدقش معروف وسنذكره في جملة الأسماء التي عموا عن معرفتها، ونفرد لها باباً في آخر كتابنا هذا، وباالله العصمة من الزيغ، والتوفيق للصواب.
تحميل كتاب الإشتقاق ، تحميل كتب ابن دريد ، تحميل كتب PDF ، تحميل كتب دراسات لغوية PDF ، تحميل روايات PDF ، أحسن موقع تحميل كتب PDF ، أفضل مواقع تحميل كتب مجانية
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى