الكاتب: مونتجمرى وات

صدر هذا الكتاب في طبعته العربية الأولى في منتصف الستينات، من القرن الماضي، بترجمة متأنية للدكتور عبدالرحمن عبدالله الشيخ الذي قدم للمكتبة العربية عدداً من كتب الرحالة والمستشرقين الأوروبيين، ومن أهمها "رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز" في ثلاثة أجزاء ضخمة، و"رحلة ردولف إلى مصر وفلسطين" في ثلاثة أجزاء أيضاً، و"رحلة فارتيما أو الحاج يونس"، كما ترجم كتاب "رحلة جوزيف بيتس الحاج يوسف إلى مصر والحجاز"، ومؤلفات منها "حيازة الأرض في نيجيريا في القرن 19"، و"الحركة الثقافية في غرب أفريقيا" و"المدخل إلى علم التاريخ" كما شارك في الإشراف العلمي على ترجمة دائرة المعارف الإسلامية ومراجعتها، والآن يصدر الكتاب نفسه في طبعته الثانية، بعد خمسة وثلاثين عاماً على صدور طبعته الأولى، ليؤكد من جديد أهمية الكتاب وفرادته، فالمستشرق الإنكليزي ظل يدرس الإسلام والأديان الأخرى لأكثر من ثلاثين عاماً دراسة متواصلة، بدأها العام 1937، متبحراً في دراسة اللغة العربية، ليتمكن من الرجوع إلى المصادر الأصلية للإسلام، كالقرآن الكريم والأحاديث النبوية وكتب الفقه على المذاهب المختلفة. وعلى رغم إشارة المترجم في تقديمه الكتاب، إلى أن المؤلف يوجه كتابه هذا إلى القارئ الأوروبي في المقام الأول، إلا أنه يبين أن مونتغمري يؤكد في مؤلفه أن الخلافات بين المسيحية والإسلام هي في معظمها مسائل لغوية. والكتاب يستحق من القارئ العربي قرآته لمعرفة كيف يري الغرب الإسلام وكيف يحدد الأسباب الحقيقية من الغرب لمواجة الإسلام برغم أن الإسلام ليس له دعاة محددين بصفة يدافع عنه فلماذا يخافون منه. يري (وات) أن التطور العلمي سيعمل بالتأكيد على التقريب بين ألاديان وسيوجد أرضية مشتركة ستتسع تدريجيًا حتى تشمل العالم كله وهو ما يسميها التداعيات الدينية للتطور العلمي ويتكلم عن تداعيات الأفكار الدينية و زراعة أعضاء الموتي، فإن الكتاب من تآليف أحد المستشرقين والمتخصصين في الدراسات الإسلامية في الغرب فيقدم الكاتب الكثير من الأفكار الجديدة التي تَستحق قرأتها.