الكاتب: جورج مقدسي
لم تكن هناك عناية حقيقية في عالم الاستشراق بالحنبلية قبل هنري لاووست وتلميذه جورج مقدسي الذي تتحدث دراسته التي بين أيدينا عن الحنابلة باعتبارهم الممثلين الأقدم لعقيدة أهل السنة – وهي تعنى بمحاولة غولدتسيهر في تقييمه لموقع المذهب الحنبلي والعقائد (السلفية والحنبلية) عند أهل السنة. فغولدتسيهر كان همه الحديث عن الأشعرية التي صارت التيار (الكلامى) الرئيس عند أهل السنة منذ القرن الخامس الهجري، أما زملاؤه فقد كانوا يعتبرون أن الأشعرية هي سبب رئيس في الانحطاط الذي نزل بالإسلام عامة والسني خاصة. من جهة ثانية أسس هنري لاووست لاتجاه جديد في دراسة المدرسة الحنبلية، وفي توجهها العقدي والفقهي، فكتب عن ابن تيمية وترجم نصوصا له، كما قام بدراسة دور الحنابلة في التاريخ الاجتماعي والسياسي. أما جورج مقدسي فقد جرؤ على ما لم يجرؤ عليه أستاذه لاووست، وقام بنشر نصوص حنبلية في الحديث وأصول الفقه، ومع أنه لم يتجاهل الأشعرية بل كتب عنها، لكنه ظل يعتبرها أنها تمزج التقليد السني بغيره، بخلاف الحنبلية الصافية، إن جورج مقدسي محق في أن الحنبلية تقع في أصل تكوين أهل السنة والجماعة. لذا كان عمله هذا مبدعا ولافتا وفيه أفكار كثيرة تستحق الاهتمام والنقاش.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى