الإرهاب والسينما .. جدلية العلاقة وإمكانات التوظيف

الإرهاب والسينما .. جدلية العلاقة وإمكانات التوظيف

الكاتب: مجموعة مؤلفين

بعد ترويج السينما –ومن ورائها السياسة- لمصطلح ((الحرب على الإرهاب)) بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبحت علاقة السينما بالإرهاب موضع شك ومساءلة ملحة، خصوصا وأن الصناعة السينمائية تبدو مطالبة دائما بالإجابة عن سؤال كيفية ((خدمتها الواقع))، ما يضعها أمام مأزقها الحقيقي : الكم في مواجهة النوعية، والجماهيرية في مواجهة الفن ! فالسينما بطبيعتها المكلفة وبجانبها الترفيهي، تخضع لعوامل كثيرة تحكم تناولها لموضوع الإرهاب، أما الحروب فتصل إلى نهاية في واقع الأمر، من دون أن تشكل نهاية للمقاربات السينمائية بالطبع. كما أن نتائج الحروب حاسمة بشكل أو بآخر، أما ((الإرهاب)) أو ((الحرب على الإرهاب)) فعملية مستمرة، متبدلة الأطراف، ملتبسة الغايات، مشكوكة الأهداف، وغير محسومة النتائج مهما حاول أحد أطرافها الادعاء بغير ذلك. نتخيل إذا أن يسأل السينمائي الذي يشرع في صناعة فيلم عن الإرهاب نفسه سؤالين أساسيين: أين يقع فيلمي من النقاش السياسي والثقافي والفكري المستمر؟ وكيف يمكن للسينما الحفاظ على رؤية طازجة ونقدية إزاء واقع متبدل؟ في جانب آخر، بدا أن موضوع الإرهاب شكل مادة دسمة في المعالجة السينمائية متعددة الأهداف، فكرة وموضوعا ووظيفة وغاية، تحت رافعة مقارعة التطرف، حتى باتت هذه الصناعة بمجملها مجندة لخدمة موضوع لم تستوف شروط فهم أبعاده وهوامشه وخلفياته بكل تفاصيلها، فأخذت تدريجيا تبتعد عن وظيفتها الأساسية في الإبداع الإنساني والتجديد والتنوير الثقافي لتقترب أكثر إلى محاكاة النموذج السياسي، حتى كادت تكون أداة من أدوات الدعاية السياسية أو مدخلا لتكريس مشروعية منقوصة.



لا تنسى تحميل تطبيقاتنا

  • - تحميل الكتب إلي هاتفك وقرائتها دون الحاجة إلي الإنترنت
  • - تصفح وقراءة الكتب والروايات أون لاين
  • - متعة الإحساس بقراءة الكتب الورقية
  • - التطبيق مقدم مجاني من مكتبة الكتب

اقرأ أيضا