الكاتب: موفق سالم نوري
والكتاب يقدم قراءات من مواقع متعددة لمنهج الخلافة الراشدة في سيرة سيدنا عمر ابن الخطاب يمكن أن تشكل نوافذ للميراث العظيم والغني، الذي يرتكز إليه المسلم في إعادة البناء والمقاربة مع الحكم الراشد بعد فشل الشعارات والإدعاءات والاتجاهات والأنظمة السياسية المجافية للإسلامية والمعادية لقيمه على الأرض العربية وفي المجال الإنساني، وتلك القراءات لا تغني عن دراسة تحليلية شاملة لمسيرة هذا الخليفة الراشد، من خلال معطيات الواقع، ومحاولة المقاربة وتجسير الفجوة بين المسلمين وميراثهم الحضاري والسياسي، الذي لا يعني اختزاله في الوصول إلى الحكم. إن الأمة التي تمتلك مثل هذه التجربة التاريخية الحضارية وهذا الأنموذج المتألق، الذي جمع بين القيم الخلقية الخيرة وانطلق منها، فكانت الإدارة الفذة، والسياسة الحكيمة المحكومة بالحق والعدل، جديرة ومؤهلة لاستعادة دورها في الشهود الحضاري. ولا أزال أذكر بهذه المناسبة قولة الشاعر الكبير نزار قباني الذي لخص بقولته في مقابلة مع أحد الإعلاميين، الحال التي عليها العالم اليوم، وتطلعه إلى الحكم الراشد، عندما سأله الإعلامي: إذا طلب إليك أن تختار شخصا من التاريخ لتخاطبه، من تختار؟ وماذا تقول له؟ فقال فورا: اختار عمر بن الخطاب ... وأقول له: ((عد إلينا، فقد اشتقنا إليك)). ويبقى المطلوب كيف يعود إلينا هذا الأنموذج لإشاعة العدل، والخلوص من الاستبداد السياسي، وإهدار كرامة الإنسان وانتهاك حقوقه؟
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى