الكاتب: د. محروس حسن

كانت البنوك التجارية –ومازالت – ينظر إليها على أنها تلك المؤسسات التي تقوم بقبول الودائع ومنح القروض، والحقيقة أن الدور الذي تقوم به البنوك التجارية بخصم الكمبيالات وفتح الاعتمادات والاستثمار في الأوراق المالية والمساهمة في إنشاء المشروعات، وغير ذلك كثير، وحيث إن المصدر الرئيسي لتمويل تلك الاستخدامات لا زال متمثلا في ودائع العملاء فإنه لكي تتمكن هذه البنوك من تنمية نشاطها فلا بد أن تعمل على تنمية ودائعها؛ وذلك بجذب أكبر قدر ممكن من تلك الودائع، ويتحقق لها ذلك إما باستحداث أوعية ادخارية جديدة، أو بتطوير الخدمات التي تقدمها للعملاء، أو بإدخال خدمات جديدة تقدمها لهؤلاء العملاء، ومن الناحية الأخرى فإن من حق إي مودع سحب أمواله –أو جزء منها – من البنك في أي وقت؛ وبالتالي يجب على البنوك التجارية أن تكون مستعدة لذلك عن طريق توفير القدر الكافي من الأصول سريعة التحويل إلى نقدية وبدون خسائر، وهذه الناحية تتعلق بالتشغيل اليومي، أما في الأجل الطويل فيجب أن توفر هذه البنوك الحماية اللازمة لأموال المودعين عن طريق تفادي تحمل هؤلاء المودعين لأي خسائر يمكن أن تنتج من توظيف البنك لأمواله؛ ويتم ذلك عن طريق المحافظة على مستوى معين لرأس المال في علاقته بالودائع، وكذلك عن طريق تجنيب المخصصات اللازمة لمواجهة الخسائر المحتملة في القروض أو الاستثمارات.. إلخ. وبناء على ذلك يتناول هذا الجزء البنوك التجارية من منظور إدارة الأموال في هذه البنوك، وبصفة خاصة ما يلي: الودائع، القروض، السيولة، رأس المال.