الكاتب: يسري حسن عبد الرحمن محمد
على إثر انعقاد ملتقى القاهرة الدولى للخط العربي، أصدرت وزارة الثقافة كتابا جديدا للفنان يسرى حسن عضو اللجنة العليا للملتقى بعنوان (أمشاق من المدرسة المصرية فى الخط العربي) جمع لأحد أركان الثقافة العربية فى التراث المصرى فى الخط العرب وقد كتب مقدمات له كل من حلمى النمنم وزير الثقافة والدكتورة نيفين الكيلانى رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية ومحمد بغدادى قومسيير الملتقي، نوّهوا فيها جميعا إلى أهمية الكتاب وضرورة الاعتناء بالتراث المصرى فى الخط العربي. وكلمة (مشق أو أمشق) تعنى نموذجا للخطِّ الجيَّد يضع قواعده الأستاذ المُعَلم، ليحاكيه المتعلِّمُ َلتحسن خطه, أما مصطلح «المدرسة الخطية» فيعرفها المؤلف «بأنها المنظومة الحضارية الفنية المترابطة من حيث الاتجاه والمؤسسة، التى يستند اتجاهها الفكرى والمعرفى على خصوصية فى الرؤية والمنهج والأسلوب» أما الكتاب فيقع فى مجلد يضم ثلاثة أجزاء، حرص «حسن»على أن يضع فى كل جزء خلاصة إبداعه وثقافته الفنية، وأشار إلى أهمية المدرسة المصرية إشارة توحى بتجربته وخلاصة فكره، حيث تحدث فى الجزء الأول عن رحلة الخط العربى بمصر وخاصة بعد سقوط الخلافة العباسية فى بغداد، إلى أن انتقلت الخلافة، ومعها الريادة فى معظم الفنون للقاهرة وقبل ذلك التاريخ كانت هناك اجتهادات مصرية متعددة، قد بدأت هنا وهناك فى مجالات إبداع وإجادة الخط العربي، فى محاولة لمواكبة ما تم إنجازه من إبداعات وجهود تأسيسية لابتكار ووضع قواعد راسخة للخطوط العربية الأصيلة والتى كان قد بدأها المبدعون العرب الأوائل والذين كان قد تقدمهم فى وقت باكر بن مقلة، ومن بعده جاء ابن البواب ثم جاء ياقُوت المُسْتَعْصِمى أو جمال الدين أبو المجد ياقوت بن عبد الله الرومى المستعصمي. وظلت المدرسة المصرية متربعة على قمة الإبداع والتجديد، فجودت القديم الوافد إليها من المشرق العربى وابتكرت الجديد، وبدخول الأتراك إلى مصر، إبان الحكم العثمانى لها، انتقلت الخلافة إلى إستانبول وتم استقدام كل أرباب الحرف والخطاطين المبدعين إلى عاصمة الدولة العثمانية، وفى عاصمة الدولة الجديدة بدأت تتشكل ملامح جديدة للخط العربى وتتسع الآفاق نحو إبداع أنواع جديدة من الخطوط العربية وظلت المدرسة العثمانية تقود حركة تطوير وتجويد الخط العربى حتى أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، حيث استعادت مصر فى دورة من دوارات التاريخ المعاكسة، ريادة الخط العربى من جديد، بعد ثورة مصطفى كمال أتاتورك ضد كل ما يمت للعرب بصلة، وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، عادت المدرسة المصرية لتزدهر مرة أخرى على أيدى كوكبة من الرواد الأوائل، الذين تتلمذ بعضهم على يد مشايخ المهنة الأتراك، الذين فروا من حِيل الحرف العربى إلى التقاعد، وكان الملك فؤاد الأول ملك مصر آنذاك هو أول من أولاهم رعايته، أما الجزء الثانى فقد قصد فيه «حسن» إلى اختيار ثمانية من رواد المدرسة المصرية وهم (الفنان : سيد إبراهيم، مصطفى غزلان، عبد الرزاق سالم، محمد إبراهيم ، أحمد الحسيني، محمد عبد العال، محمد عبد القادر، خضير البورسعيدي) تحدث عن تراجم حياتهم والتعريف بمناهجهم بمسيراتهم وانتاجاتهم الفنية، والكتاب فيه عرض فكرى لآراء متعددة لتلاميذ وأساتذه معاصرين فى وصف نهج أساتذتهم الرواد.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى