الكاتب: د. أحمد فؤاد محمود

إن الجيل المعاصر من المسلمين يواجه تحديات فكرية كثيرة، والمبادئ المعروضة في سوق الأفكار عديدة، والمذاهب الاجتماعية والفكرية والسياسية أكثر من أن تحصى، والمروجون لهذه المذاهب والأفكار والآراء يستخدمون شتى الوسائل التي وصلت إليها حضارة العصر لتزيينها وجعلها مقبولة من الناس فهم يستخدمون الأقلام والكتب والصحف والمجلات والإذاعة والأندية والجمعيات وسائر أنواع الإعلام والدعاية. وقد أصبح عالمنا بفضل الوسائل الحديثة عالما واحدا تقال فيه الكلمة في أقصى الدنيا فتسمع في أقصاها وأصبح من المستحيل على أمة أن تغلق على نفسها الأبواب والنوافذ لتكون بمنجاة من وافدات هذه الأفكار. وهكذا بات واجبا على المسلمين أن يتعرفوا بكل عمق ودقة على حقيقة دينهم وسعة جوانبه وضخامة ما يستطيع ان يقدم للمسلمين وللإنسانية وما لم يفعل المسلمون ذلك اهتزت قواعد الإيمان في قلوبهم، وتزعزت مبادئ الإسلام في نفوسهم وأصبحوا نهبا للغازين من كل حدب وصوب. لذلك كان أمرا محتما أن يعرض الإسلام على حقيقته عرضا شاملا واضحا، بحيث تبدو جميع معالمه متناسبة الأجزاء مع بيان حكمة تعاليم الإسلام وتفوق مبادئه على جميع الأديان والمذاهب والأنظمة الأخرى.