الكاتب: محمد عبد الغني الأشقر
ترجع أهمية دراسة موضوع أتابك العساكر في القاهرة عصر المماليك الجراكسة إلى ما له من أهمية بالغة في التاريخ السياسي لمصر الإسلامية، خاصة بعد أن نشرت مؤخرا، د. ليلى عبد الجواد بحثا بعنوان أتابك العساكر في القاهرة عصر المماليك البحرية. مما دفعني إلى تناول هذا الموضوع في عصر المماليك الجراكسة، خاصة وأنه لا يوجد حد فاصل في طبيعة تكوين العصرين، أو نظام الحكم، إلا أن هذا التقسيم مرجعه إلى ما اتفق عليه بعض المؤرخين المحدثين بسبب الاختلاف اليسير في الجنس والمكان فقد كان المماليك البحرية من الجنس التركي ويسكنون قلعة الروضة أما المماليك الجراكسة فقد كانوا من الجنس الجركسي ويسكنون قلعة الجبل ولهذا لا أفهم كبير معنى لجعلهما عصرين لا واحد، مع أن الحق في أنهما لا يفترقان في مظهر جوهري، خاصة وأن بعض السلاطين البحرية لم يكونوا من سكان قلعة الجبل. على أية حال فقد نجح الأتابكي برقوق الجركسي في خلع السلطان أمير حاج بن الأشرف شعبان بحجة اضطراب أحوال البلاد لصغر سن السلطان وارتقى عرش السلطنة في رمضان سنة 784 هـ / نوفمبر 1382 م، وبذلك يعتبر الأتابكي برقوق الجركسي أول سلاطين عصر المماليك الجراكسة في مصر والشام.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى