الكاتب: محمد خير رمضان يوسف

هذا كتاب أدب ودين، في جزء لطيف، عن موضوع نادر. مداره حول الكتاب، الذي كان له قيمة معنوية كبيرة لدى المسلمين، وإن الأخبار والأشعار والحكايات والنوادر التي قيلت فيه تدل على قيمته، ومن ثم تدل على تعلق المسلمين بالعلم وتقديرهم له. وما ذكر عن بعضهم من التعلق الشديد به إلى درجة العشق والغرام، يستحق أن يبحث ويوضع بين يدي هذا الجيل ليعلم أن أسلافه كانوا أمة علم وبحث ومعرفة، وأنهم لذلك كانوا سادة الناس، وأساتذة الأمم، وأصحاب حضارة، وفاتحين عظماء، دانت لهم الشعوب لفضلهم وعلمهم وقوتهم.. وإن الحديث عن هذا الجانب المشرق من تاريخنا لا يمل، وخاصة لمن أحب اهله وأخلص لدينه. وإن موضوعات التراث الإسلامي كثيرة ومتنوعة، وقد ذكرني هذا الكتاب اللطيف، الذي أخذ مني وقا لا بأس به من البحث والتحري، إلى تصنيف تراثنا كله تصنيفا موضوعيا ! وإن هذا وإن بدا كبيرا وصعبا وبعيد المنال، فقد حقق جزء لا بأس به بجهود فردية، كتصنيف كثير من الكتب السابقة تصنيفا موضوعيا في عدة أعمال، وللأستاذ عبد الله بن محمد الحبشي عمل جليل في هذا المجال سماه ((معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي وبيان ما ألف فيها)) الذي صدر في مجلدين كبيرين. والذي أعني به هنا ليس تصنيف الكتب وحدها، وإنما كشاف موضوعاتها في فصولها وأبوابها... ونعود إلى موضوع الكتاب، الذي بلغ من تعلق كثير من محبيه به إلى الخوف من إعارته، أو عدم إعارته، أو عدم رده إلى معيره ! وكان هذا بين شد وجذب، كما ستقرأ في هذا الكتاب.