الكاتب: د. عائشة عبد الرحمن

ما تميزت به "رسالة الغفران" (لإبي العلا المعري) أنها ذات مكانه خاصة حيث تم نقلها من نطاق الأدب العربي إلى نطاق الأدب العالمي؛ فلم يكن معروف عنها شئ حتى القرن الثالث الهجري وبعد ذلك ذكرها المؤرخون وقد اكتفي "القفطي" في أنباء الرواة بذكرها وإثباتها في فهرسته ومصنفاته, ولقد ترجم بلاسيوس أيضًا فصولًا من رسالة الغفران وأحدث هذا الكتاب صدى في العالم الأروبي ومن ذلك الحين أخذت مكانتها بين دراسات المستشرقين, ورسالة الغفران من آثار أبي العلاء المعري وكانت في الشطر الثاني من حياته: والرسالة تتكون من مقدمة وقسمين رئيسين والمقدمه ساقها أبو العلاء بالألغاز وهو فن بديعي ولع به أصحاب الصنعة الأدبية في عصر أبي العلاء, ويبدأ القسم الأول في رسالة الغفران بأنه يخبر عن وصول رسالة ابن القارح, المفتتحة بتمجيد الله ومن هذا التمجيد يكون الأسلوب الأول للرسالة حيث يصور مشهد الحشر والنشر والصراط وغيرها من المشاهد البلاغية, والقسم الثاني منها يرد فيه أبي العلاء على ماجاء إليه من ابن القارح ويرد على كل فقرة وفقرة بأسلوب أدبي ولغوي قوي ومتعرضًا لقضايا نقدية وتاريخية هامة ومن ما طال الحديث عنه في القسم الثاني من الرسالة هو كلامه عن النفاق والمنافقين والزنادقة وكان ذلك تعليقاً على ما قاله ابن القارح في بداية رسالته. كان ذلك هو الملخص من كتاب د.عائشة عبد الرحمن ودراستها حول رسالة المعري.