الكاتب: الطاهر وطار

هذه الرواية سياسية بطريقة تسمو بالرمزية الواقعية، بعيداً عن السردِ الرديء فـ الكاتب من خلال هذه الرواية يريدُ أن يقولَ لنا: أن الأصل هو التخلّص من الإستعمار، بغضّ النظر عن الطبقات والإنتماءات والمعتقدات فتظهر في الرواية مشاهِد نضالية، ومشاهد عنيفة، وساعات من الصفاء ومناجاة النفس.. من خلال شخصيات تمّ رسمها بدقّة، لتمجّد النضال الجزائري، وتمجّد الحفاظ على المبدأ؛ تدور أحداثها حول عودة اللاز، الذي يكون حاضرًا كدرويش مُغيب الوعي في هذه الرواية أيضًا، يعود إلى وعيه تحت تأثير صدمة مشابهة للتي فقده بها، وهي تعرض إحدى الناشطات، طالبة جامعية جميلة، لمحاولة قتل، في مشهد يشير إلى انتقال الكاتب من "الواقعية النقدية" في أعماله الأولى إلى مدرسة "الواقعية الإشتراكية" التي تصر على ترك بصيص أمل مهما كانت الأجواء سوداوية على امتداد الرواية. لقد أبدع الكاتب في تجسيد الثورة الجزائرية، و أثبت بدون أي داع للجدل الجملة التي ما فتئء الثوار يرددونها كـ كلمة سر بينهم " ما يبقى في الوادي غير حجارة " " ما يبقى في الوادي غير حجارة"؛ وصور شخصية اللاز الذي يفكر في حياته اللقيطة الشبيهه بتلك الثورة التي انضم إليها مؤخرًا.. كفرحته حين عرف والده الذي فهمه و احتواه و لم ينظر اليه كوحش كما ينظر إليه الناس في قريته.. حين وجد لنفسه أصلاً و قصه.. حين عرف بداية طريق لحياته.. ما لبث أن اختفى بمشهده لإعدام والده أمام عينيه, الرواية أقل مايقال عنها أنها جميلة.