الكاتب: احسان عبد القدوس

لا أحد منا يستطيع أن ينسى ذكرى المرحوم اللواء شكري عبد الله، لقد تعارفنا فى أيام زمان... فى الثلاثينات.. أيام الإنجليز والملك فاروق وجمعتنا المدرسة الثانوية.. و رغم أننا لم نكن شلة إلا أن كلًا منا كان دائمًا مع الأخر كلما جدت أحداث.. وكل منّا يعرف ويتتبع أخبار الأخر بعد أن انتهينا من الدراسة الثانوية ومشى كل منا فى طريقه، وكان الخبر الذى فؤجى به الجميع إلى حد أن وقعنا كلنا في ذهول هو أن شكري عبد الله التحق بمدرسة البوليس قبل أن تحمل إسم كلية الشرطة... أى أنه انضم إلى البوليس وسيكون أحد رجاله رغم أنه طول حياته معنا في الثانوية كان معروًفا أنه الد أعداء البوليس وأشدنا إندفاعًا في تحدي ومقاومة البوليس في كل مناسبة تقوم فيها المعارك بين البوليس والطلبة وحتى بلا مناسبة وبلا معارك كان شكري عبد الله متفرغًا لمحاربة رجال البوليس... يكفى أنهم من رجــال البوليس، ومن هم رجال البوليس ….؟! إنهم في مظهر, كرجال العصابات من عصابات فتوة من الفتوات الذين يحكمون أحياء القاهرة أيام زمان... أنهم رجال الحاكم... والحاكم أيامها كان الإنجليز أو الملك حتى لو كان البوليس يتبع وزارة الداخلية.. فالوزير يلبي مطالب الإنجليز أو الملك ويصدر أمره إلى رجال البوليس.. لذلك كان يعتبر العداء للبوليس كقضية وطنية.. أى أنك تعادي البوليس لانك تعادى الإنجليز وتعادى الملك.. وأيامها كان قيام الطلبة بالمظاهرات السياسية أساساً من أسس البرنامج المدرسى.. كانت المدرسة تقوم بالمظاهرات كواجب مفروض عليها تستكمل بها صفتها كمدرسة, وكان الطالب يشترك فى المظاهرات حتى يستكمل صفته كطالب.