الكاتب: عبده يحيى صالح الدباني

لقد استطاع هذا البحث بعد رحلة مُحيرة في المعاجم اللغوية، والكتب الأدبية والنقدية القديمة والحديثة، أن يستخلص دلالة الغزل، وما يرادفها في اللغة والاصطلاح والمفهوم، ولا يريد في هذا المقام أن يكرر ما ذكره السابقون و ردده اللاحقون في هذه القضية التي نجمت عن تنازع ثلاثة مصطلحات لمفهوم واحد هي: الغزل، والنسيب، والتشبيب، وهذا قل ما جرى لمصطلحات ومفاهيم أدبية أخرى كالمدح والرثاء وغيرهما وكان البحث قد وصل بعد هذه الرحلة إلى ما يأتي: هناك شِبه إجماع على أن الغزل في اللغة هو حديث الفتيان و الفتيات وعلى أن التغزل هو تكلف ذلك. تعرض اللغويون لكل من لفظة (الغزل) و(النسيب) و(التشبيب) وعرّفوا كل لفظة منها بالأخرى. لم يكن المعنى الاصطلاحي لكل من الغزل والنسيب والتشبيب بعيداً عن معناها اللغوي. أما ما يخص الذين حالوا التفريق بين هذه الكلمات في اللغة والاصطلاح فانهم قلة ولم تكن آراؤهم سديدة. وأخيراً فإننا مع الذين عدّوا هذه المصطلحات مترادفة قديماً وحديثاً مفضلين مصطلح (الغزل) على ما سواه لأنه الأكثر شيوعاً في النقد الحديث، ولأنه مرتبط أشد الإرتباط بشعر الحب العذريّ.