الكاتب: د.هاشم ميرغني الحاج إبراهيم

ويقوم هذا الكتاب على دراسة القصة القصيرة ، والكشف عن بنية خطابها المكون لها شكليا ودلاليا، وقد قسم الكتاب إلى مدخل تمهيدي وثلاثة أبواب ، اهتم التمهيد بتحديد مصطلحات الدراسة ، فتوقف عند المصطلحات : بنية ، خطاب ، قص ، متتبعا دلالاتها في رحلة بحث شاقة في سيرة المصطلح ، وتحولاته في الخطاب النقدي . أما الباب الأول فقد خصص لدراسة البنية الشكلية للخطاب السردي في القصة القصيرة ، فتناول الكتاب العنوان القصصي ، وآليات السرد ، وبناء الحدث ، ومفهوم الراوي ، ووحدة الانطباع ، ولحظة التنوير ، والمكان القصصي، وطبيعة لغة الخطاب السردي ، في دراسة نظرية تطبيقية موسعة . أما الباب الثاني فقد تناول بنية الخطاب السردي بين القصة القصيرة والأجناس السردية الأخرى ، فكانت المقارنة بين القصة القصيرة والرواية ، والتوقف أمام المقـامة التي تمثل واحدا من أهم الإنجازات السردية في التراث لدراسة طبيعة العلاقة التي تربطها بالقصة القصيرة ، كما كان التوقف أمام الصورة القصصية في محاولة لفض علاقتها الملتبسة مع القصة القصيرة . أما الباب الثالث والأخير فقد خصص لدراسة عناصر البنية الدلالية للخطاب السردي للقصة القصيرة مركزا على عنصر الاغتراب الذي يرى المؤلف أنه يلخص لنا جوهر البنية الدلالية للخطاب السردي للقصة القصيرة ، فقد اندلع برق القصة القصيرة في سماء غابة السرديات المتشابكة ليضيء ما لم تستطع النصوص السردية الأخرى إضاءته : وحشة الفرد المنعزل المتوحد إزاء العالم في صممه الأزلي عن نداءتنا ، ليلملم أيضا العابر والهامش والمنسي والكاد ينسرب في دهاليز العتمة والنسيان ، بكلمة واحدة: ليقبض على جوهر اغتراب الكائن ووحشته لحظة تجرده من أقنعته وأسلحته المتعددة .