الكاتب: نزار يوسف
كتاب ( المنطق الثاني ) للباحث نزار يوسف و حسب ما جاء في مقدمته " هو محاولة تفسير المنطق الحقيقي السائد الآن في التعامل بين بني البشر ككل . هي ليست محاولة إيجاد شرعنة و تبرير و دعوة له بقدر ما هي محاولة إيجاد تفسير واقعي حيادي توصيفي مجرد عن أية عاطفة و خاضع لعامل التحليل و التمحيص . و تبقى هوية و حقيقة ( المنطق الثاني ) في أنه ربما قد يعري حالة النفاق أو الازدواجية أو الكيل بمكيالين ، حيال المناطق الاصطلاحية السامية و العامة السائدة من قِبل عموم البشر ، كأفراد و من قبل بعض هيئاتهم و وسائلهم الاجتماعية و الإعلامية و السياسية . المنطق الثاني هو ليس دعوة إلى اللا أخلاق و الرذيلة و الفساد و النفاق أو اتباع ما تبقى من منكرات و فواحش ، و ليس تبرير ذلك كله .. المنطق الثاني هو دعوة لعدم ادعاء الفضيلة و ادعاء الأخلاق و المعروف و الديني و الإيمان و التقى و الزهد و إلى ما هنالك من أعراف و مناطق عليا سامية .. المنطق الثاني هو تفسير و تصوير لما يسمعه الإنسان من أقوال حميدة و حكم مأثورة بليغة ، و يرى في الوقت ذاته ما يقابلها من أفعال قبيحة و أعمال مأفونة ذميمة ، فيُصاب بحالة انفصام فكري أخلاقي نفسي يودي به نهاية المطاف إلى تبرير فعل الشر بالخير و تبرير الجهل بالعلم و تبرير الكفر بالدين و الإيمان و تبرير الرذيلة بالفضيلة . و تالياً .. يقوم بفعل الأوائل و تبريرها بالأواخر منه ، و هو ما يحصل الآن ، إنه الحال الراهن على مرأى من العين و مسمع من الأذن ، بلا حياء و لا خجل و لا رادع . و هو أمر لم يَعُد يقتصر على الأفراد أو الشراذم الهُمَل من بعض الناس ، بل تعدى ذلك إلى الملأ منهم .. الاجتماعي والسياسي و الديني .. بهيئاتهم ومنظماتهم و مؤسساتهم و وسائطهم المرئية و المسموعة و المقروءة .
منطق
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى