الكاتب: عبد الوهاب المسيري
كتاب رائع ومهم جداً ومدهش في طرحه وأسلوبه.. من أجمل ما قرأت في الفلسفة ومن أكثرها موضوعية ودقة في شرح والتنبيه والنقد على الفلسفة المادية وعلاقتها بالوجود الإنساني وقيمها ومآلاتها وصداها على مرحلة مابعد الحداثة، المسيري - رحمة الله عليه - أنجز وأوجز في هذا الكتاب وتوغل في عمق المذاهب والفلسفات المادية الحديثة لا من حيث المضمون الفلسفي فقط، بل حتى من خلال النتائج المترتبة عليها والتي كانت واضحة المعالم في القرن المنصرم وتعرية كل الأفكار والمذاهب سواء التي تعلن إلحادها الصريح أو المتسترة بثوب العلمانية والتي تسير بالإنسان نحو طريق إعادة إنتاجه بشكل مستمر كوسلية، لا كقيمة وغائية ومكانة خاصة في هذا الوجود ..الكتاب عميق وتقيل ومكثف جدًا.. وفيه حاول المسيري رحمه الله نقد الفلسفة المادية من كل الأوجه الممكنة تقريبا.. وأظنه قد نجح في ذلك بإمتياز..من أهم سمات فكر المسيري والتي قالها في أحد لقاءاته.. أنه يريد أن يصل الانسان إلى الله من خلال فهم الانسان لنفسه.. لذلك فهو يحاول أن يثبت احتياج الانسان إلى تقبل وجود قوة متجاوزة لعالم الطبيعة.. لا أن يتعامل مع الحياة كأنها كلها مادة وأن الكون لا خالق ولا مسير له.. وهذه واضح تمامًا في هذا الكتاب.. كذلك أثبت المسيري أن أغلب كوارث العصر الحديث أسبابها المرجعية الفكرية المادية مثل الداروينية الاجتماعية والتي هي المرجعية الاساسية للفكر الامبريالي الاستعماري الغربي والذي ادى الى احتلال العالم وإبادة عشرات الملايين من البشر بعشرات الطرق والافكار المختلفة.الكتاب جميل وانصح بقراءته بشدة.. ولكنه يحتاج إلى تركيز شديد ومراجعات أثناء قراءته.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى