الكاتب: أحمد كفافى
فى طبعتها الثانية لا تزال ( الشحاتة فى صيف يناير) تطرح دلالات مقارنة نظام السوق بالشحاتة، فالثورات لن تتأتى نتائجها ما دامت آلة الرأسمالية العالمية الشرسة تستعر فى محاولة أخيرة لإنقاذ سطوتها من الغرق، وذلك فى ظل استيقاظ قوى عالمية جديدة، واحتدام المنافسة بين القوى الصناعية القديمة والجديدة. لم يمض على قيام ثورة يناير فى مصر عدة سنوات حتى استعرت نيران الحرب فى سوريا، وازدادت محنة العراق تعقيدًا، وتفكك اليمن، وتشرذمت ليبيا، فهجر الآلاف أوطانهم ليصبح لدينا مائة ألف صورة من ( شرقى)، الفلاح البسيط الذى داعب مخيلته حلم الرأسمالى الذى يبدأ من الخرق البالية؛ ليصنع منها إمبراطورية على شاكلة (فورد) و(ماكدونالدز)، ولكنه يستيقظ على الحقيقة المرة، وهى أنه لا وسيلة لإنقاذ الشعوب المطحونة إلا بتدوير أموال الشحاتة!! القناعة تتأكد بأن هذا ما زال هو الحل، والقوى العالمية تحوط المنطقة بأساطيلها الجوية والبحرية؛ لتؤكد لنا أن الإمبراطوريات الاستثمارية العملاقة هذه لم تحىَ إلا على بؤس الشعوب... وها هى ذى تدق ناقوس الحرب العالمية الثالثة؛ من أجل الحفاظ على مكاسب عصر الاستعمار... كانت الثورات وعلى رأسها ثورة يناير أول علامة من علامات الاحتجاج على عودة الاستعمار، ولن تخبو شعلة الشحاتة أو تنطفئ إلا عندما تنخلع أنياب الرأسمالية... الصراع ما زال مستمرًّا.
الشحاتة
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى