الكاتب: أبو فاطمة عصام الدين
بسم الله وبعدُ: فإنَّ الله تعالَى قدْ جبلَ النَّاسَ علَى حبِّ الخيراتِ العاجلةِ، فحمايةً لهمْ منْ أنفسهمْ، أمرهمْ بالدُّعاءِ فِي كلِّ حالٍ، فقالَ سبحانهُ: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ. [البقرة: 186] وقالَ تعالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56). [الأعراف: 55 – 56] وقالَ تباركَ وتعالَى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ. [غافر: 60] فجعلَ سبحانهُ وتعالَى الدُّعاءَ عبادةً منْ أكبرِ العباداتِ بلْ أصلُ العباداتِ، ويدعمُ هذَا حديثُ النُّعمانِ بنِ بَشِيرٍ رضيَ اللهُ عنهمَا أنَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: "إنَّ الدُّعاءَ هوَ العبادةُ"، ثمَّ قرأَ: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"[غافر: 60](1). وبهذَا يتبيَّنُ لكَ أنَّ الدُّعاءَ منْ أعظمِ العباداتِ، وكمَا علمنَا أنَّ الرُّقيةَ الشَّرعيَّة هيَ دعاءٌ وشرحنَا ذلكَ فِي كتابِ "فِي كلِّ بيتٍ راقٍ" وكتابِ "المفردِ في علمِ التَّشخيصِ"، فحرصًا علَى سلامةِ العقيدةِ وخشيةً منْ نفورِ النَّاسِ للعرَّافينَ وغيرهمْ طلبًا للرِّزقِ الذِي همْ مجبولونَ علَى حبِّهِ وطلبهِ، دعوتُ اللهَ تعالَى أنْ يُيسِّرَ لِي كتابةَ ورقاتٍ منَ الدُّعاءِ بالكتابِ والسنَّةِ علَى طريقةِ الرُّقيةِ الشَّرعية، فيسَّر ذلكَ فلهُ الحمدُ ولهُ الشُّكرُ، عسَى أنْ يَستعينَ بهِ بعضُ النَّاسِ فيكونُ لهمْ عونًا، ويساعدهمْ فِي تجديدِ فطرتهمُ السَّليمةَ، وهيَ التَّوجُّهُ إلَى اللهِ تعالَى فِي كلِّ حالٍ، وعسَى اللهَ أنْ يستجيبَ لهمْ فيفكَّ كرباتهمْ، وأسمتهُ "الاشتياق لرقيةِ الأرزاق". وكتبَ أبو فاطمةَ عصامً الدِّينِ
الاشتياق لرقية الأرزاق
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى