الكاتب: عادل صوما

عادل صوما روائي من أصول لبنانية يعيش في الولايات المتحدة "أغنية الفصول" رواية أميركية بأبطالها وأماكنها كتبها عادل صوما باللغة العربية، وصور فيها حياة نجمة من نجوم صناعة السينما الاميركية، وبعض كواليس هذه الصناعة وكيف تقود النجم أحيانا إلى الموت أو الادمان أو الانزواء لأسباب ترويجية. صناعة متوحشة لا قلب لها رغم انها تخاطب الاحساسيس، لأن أرباب هذه الصناعة يجبرون النجم على العيش وفق حياة معينة تناسب صورته التي ابتكروها في مخيلة المشاهدين وقد لا تناسبه هو شخصياً. إفعل هذا ولا تفعل ذاك. قل هذا ولا تقل ذاك. عش هكذا. ومن أجل سواد عيون الشهرة ينصاع النجم. بطلة "أغنية الفصول" انزوت لكن بطريقتها. اعتبرت أن النجومية مرحلة كانت في حياتها، لا تستحق الوقف عندها والعيش على امجادها. ظلت على علاقة متينة بالأصدقاء الحقيقيين في صناعة الوهم، واعتبرت ببساطة أن الاضواء انطفأت وعليها مغادرة المسرح، ولم تسأل حتى إذا كانت ستظل في قلوب الناس. "أغنية الفصول" تتناول كواليس حياة نجمة استعراضية، وتفاصيل حياتها الأهم بعيداً عن الاضواء، كفاحها مع زوجها من أجل عائلتهم. كيف يكون الابن بالتبني أوفى أحياناً من الابن الحقيقي. كيف تواجه الممثلة رواد فندقها الصغير الذين ما زالوا يعتبرونها نجمة، بينما هي في حقيقة الامر مجرد إمرأة تكافح في الحياة. وكيف تتعامل مع جيل لا يعرفها ويتعامل معها كامرأة مسنّة. الرومانسية هي الاسلوب السائد في "أغنية الفصول"، وهي رومانسية غير حالمة مرتبطة بالواقع بكل تفاصيله حتى المتوحشة منها، مثل أحاسيس الناس أثناء الحرب العالمية الثانية وقصف بيرل هاربور وطلعات الطيران الحربي وحديث المحاربين. هناك جهد أرشيفي الذي في هذه التفاصيل الحقيقية، وفي أرشفة بدء وتطور بلدة ماليبو، وهي من معالم ولاية كاليفورنيا لجهة سكانها النجوم، باسلوب روائي سهل ممتنع. صحيح أن "أغنية الفصول" رواية أميركية بحتة في تفاصيلها الكثيرة وأبطالها المتعددين، لكن لمحة الكوزموبوليتية الموجودة في عادل صوما كوشم روحي تظهر واضحة أحياناً بين السطور.